هاشم بن محمد بن درباس البغدادي ولد سنة 1340 للهجرة -1921 في بغداد، واحدا من أشهر الخطاطين العراقيين
ذاعت شهرته على المستوي العربي والإسلامي. تلقي علوم الخط العربي على يد الخطاط علي
صابر والملا عارف الشيخلي. والملا على الفضلي صاحب القاعدة البغدادية للخط، الذي
كان له الاثر الاكبر في نجاح هاشم البغدادي إجازة رائد الخط العربي الخطاط التركي حامد
الامدي مرتين في عام 1950 وعام 1952.
وقال إعجاباً به قولته المشهورة: "نشأ الخط في بغداد وانتهى فيها" ويقصد من ذلك أن الخط العربي.
بدأ حياته المجيدة بظهور عملاق الخط العربي علي بن هلال المعروف بابن
البواب، وانتهى هذا
بظهور هاشم البغدادي. تعددت إسهامات هاشم البغدادي وتنوعت وتزينت بها مساجد بغداد منها جامع الحاج بنية وجامع الحيدر خانة الذي ميزه بشريط ذو خلفية سوداء وخط اصفر بخط المحقق.
بظهور هاشم البغدادي. تعددت إسهامات هاشم البغدادي وتنوعت وتزينت بها مساجد بغداد منها جامع الحاج بنية وجامع الحيدر خانة الذي ميزه بشريط ذو خلفية سوداء وخط اصفر بخط المحقق.
عمل هاشم البغدادي في مديرية المساحة
العامة ببغداد وله الكثير من الاثار الفنية على المسكوكات العراقية والتونسية والمغربية والليبية والسودانية قدم إلى مصر والتحق بمدرسة تحسين الخطوط
الملكية بالإسكندرية وحصل على شهادة الدبلوم بدرجة امتياز عام 1945.
حصل على إجازات عديدة من مختلف الخطاطين منهم الخطاط المصري محمد حسني والخطاط المصري سيد إبراهيم. اشرف هاشم البغدادي على طبع القرآن الكريم بألمانيا موفدا من قبل وزارة الأوقاف العراقية.
تخرج على يديه الكثير من الطلبة البارزين
في الخط العربي ومنهم الخطاط الشاعر وليد ألأعظمي والخطاط صادق الدوري، والخطاط عبد الغني العاني. أصدر كراسة حول قواعد الخط
العربي عام 1961م. مازالت تدرس في كثير من معاهد الخط. والتي تعتبر أهم مرجع تدريبي وفنّي في
الإعجاز الخطي للحروف العربية، حيث تضم قواعد وأصول تعليم الخط مع ما يتميز به من سهولة ووضوح وعبقرية فطرية وملتقى انبعاث جمالي يأخذ بالألباب. ومن شدة حرصه على ضبط قواعد الخط، لم يحصل أحد على إجازة منه سوى الخطاط عبد الغني عبد العزيز.
بقي هاشم يواصل تحصيله الفني منذ البداية
بهذه الطريقة مع الملا الذي نال إعجاب هاشم فأخذ يفاخر ويعتز به بعدما أدرك هاشم أن
قدرة الملا هذه قد انتهت في هذه الحدود وبالتالي رأى أن يتجاوزها إلى طريق أفضل
وفي إطار أوسع فجادت عليه الأيام بالملا علي الفضلي الأستاذ الفاضل الذي عرف بعلمه
وورعه أحبه هاشم وحفظ له الود والتقدير حتى نهاية حياته حيث كان لهذا الملا الأثر
الكبير في نجاح هاشم إذ يعتبر الموجه الأول لهذا الفنان الكبير وعرف عن هذا المعلم
بأنه صاحب طريقة فنية متميزة تلك هي القاعدة البغدادية للخط والتي تاق إليها هاشم وعمل
على إعادتها إلى أصولها الأولى فكان لهاشم أول إجازة في الخط من يد هذا المعلم
الشهير.
واصل تجويده للخط وبرع في الثلث والتعليق
خاصة. ونال شهرة فنية بفضل أساتذة مشهورين وبرع في بقية الخطوط العربية والزخارف
الإسلامية وجاب البلاد العربية بغية الاتصال بكبار الخطاطين ، يعرض عليهم خطوطه
ويطلعهم على نتاجه الفني فرحل إلى الشام والتقى بالخطاط الدمشقي بدوي الديراني
والى مصر والتقى بالسيدين إبراهيم ومحمد حسني البابا فمنحاه الإجازة في أنواع
الخطوط واتفقوا على اشتراكه في امتحان الدبلوم دون دراسة ولدى الامتحان المطلوب
سنة 1491 وقبل 1491 كان الأول على الخطاطين الذين شاركوا في تلك السنة. ثم شد الرحال إلى اسطنبول
مأوى أفئدة الخطاطين في ذلك العصر ليتشرف بلقاء إمام الخطاطين آنذاك الأستاذ حامد
الآمدي فقدره واستحسن خطه وقال إعجابا به قولته المشهورة نشأ الخط في بغداد وانتهى
فيها ويقصد من ذلك ان الخط العربي بدأ حياته المجيدة بظهور عملاق الخط العربي علي
بن هلال المعروف بابن البواب وانتهى هذا بظهور هاشم البغدادي وهذا يعتبر وساماً
ومكرمة تضاف إلى المآثر الحميدة التي تكرم بها عمالقة الخط لهذا الفنان. أجازه
حامد الآمدي بإجازة هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم ولدي هاشم محمد البغدادي
الخطاط شاهدت فيك الصدق والإخلاص والمحبة لهذا الفن الذي لم يندثر ما دام الإسلام
باقياً واعهد فيك أن تكون من أخيارهم وأول الخطاطين في العالم الإسلامي فلك اهدي أزكى
التحيات لما أنت عليه من تقدم دائم كتب في الأستانة سنة 1731هـ التوقيع موسى عزمي
المعروف بحامد الآمدي.
ولقد قال عنه احد المؤرخين بالحرف الواحد:
ولما كان الأستاذ حامد الآمدي قد بلغ من العمر عتياً وقد بلغ التسعين أو جاوزها
فقد بات الأستاذ هاشم اضبط من يكتب الحرف العربي في العالم.
,المرحوم
الخطاط أبا راقم هاشم البغدادي يمثل ثروة قومية نادرة وحصيلة ناضجة من التراث
وثمرة متكاملة من ثمرات التجارب الفنية الرائدة حيث يمثل لوحة فنية رائعة من لوحات
الخط العربي كونه خلاصة مدارس ومرتكز تجارب ومجمع خبرات فنية موروثة استطاع ان
يستوعبها ويمازج معها ويوحد بين قواعدها ليستخلص لنفسه قاعدة هي اقرب إلى القاعدة
البغدادية التي أولع بها وأتقن أصولها وافرد لها من فنه مما جعلها متميزة.
وعلى يد هاشم انتقلت الريادة والقيادة
والرئاسة في فن الخط إلى العرب بعد ان تولاها الأتراك بما يقرب من خمسة قرون وقد
بقيت هذه الأصول تتجاذب أطراف فنه وهو يحاول التوفيق فيها ليكسب الحرف جمالاً إلى
جماله ويضيف إليه هندسة تزيد في روعة هندسته حتى استقامت له القواعد وتكاملت في شخصه
الأصول ومن هنا كانت له قاعدة عرف بها ، على الرغم من حرصه على التقليد والتزامه
بالقواعد وقد ظل طلابه ومعارفه يتابعون اجتهاده وهو يأخذ أبعاده ويشعرون شعوره وهو
يتجدد من خلال الممارسة المستديمة ويؤكد التزامه بالقواعد التي رسمها أعلام الخط
البارزين ولعل مكتبته الخطية تعد أروع مكتبة خطية في نفائس النماذج ونوادر
المخطوطات التي اقتناها عبر رحلته الطويلة مع هذا الفن الجميل. ويوم كان في مصر عرض عليه
تدريس الخط في مدرسة تحسين الخطوط غير أنه رفض وفضل العمل في بغداد وعاد إليها
يتحفها بفنه ويهبها عصارة جهده فأغنى جوامعها بشامخ أعماله وتجاوزها إلى بقية مدن
العراق ومحافظاته بروائع خطوطه وبديع هندسته وزخارفه حيث شملت خطوطه الكتب
والمجلات والجرائد والدواوين وأصبح فيما بعد أستاذاً للخط العربي في معهد الفنون الجميلة ببغداد كان المخلص في عمله
المتفاني في واجبه المحب لوطنه وفنه وكان صديقاً للفنان المعروف محمد صبري كتب
معظم الخرائط المهمة التي طبعتها مديرية المساحة كما تشرف بكتابة المصحف الكريم
الذي كتبه الخطاط الشهير محمد أمين الراشدي ، وطبع في مطبعة مديرية المساحة.
كما ان محاولته للوصول إلى كمال الحرف في انتصابه وانكبابه وتدويره واستلقائه وتقويره وامتداده وتناسقه وتناسبه كما أشار بذلك التوحيدي في شروط حسن الخط وجمال حيويته جعل جل اهتمامه ينحصر في إعادة رسم هيكلية الحرف وفق صورة يمكن أن نعبر عنها بأنها تمتاز بكثير من العذوبة والطراوة وتتضح هذه الخاصيتان عن مقارنة خطوطه بخطوط الذين عاصروه أو سبقوه أي ان العناية ببناء الحرف طغت لديه على العناية بصناعة اللوحة الخطية ولكل من الكتابة الخطية شروط ومقومات وخصائص وأنه كان يؤكد أستاذيته في كتابة الخط ويؤكد الطريقة التقليدية الأكاديمية في رسم الخطوط وأجادتها ومن ثم إتقانها وإبعاد كل ما يضير العين من غريب أو شاذ.
كما ان محاولته للوصول إلى كمال الحرف في انتصابه وانكبابه وتدويره واستلقائه وتقويره وامتداده وتناسقه وتناسبه كما أشار بذلك التوحيدي في شروط حسن الخط وجمال حيويته جعل جل اهتمامه ينحصر في إعادة رسم هيكلية الحرف وفق صورة يمكن أن نعبر عنها بأنها تمتاز بكثير من العذوبة والطراوة وتتضح هذه الخاصيتان عن مقارنة خطوطه بخطوط الذين عاصروه أو سبقوه أي ان العناية ببناء الحرف طغت لديه على العناية بصناعة اللوحة الخطية ولكل من الكتابة الخطية شروط ومقومات وخصائص وأنه كان يؤكد أستاذيته في كتابة الخط ويؤكد الطريقة التقليدية الأكاديمية في رسم الخطوط وأجادتها ومن ثم إتقانها وإبعاد كل ما يضير العين من غريب أو شاذ.
توفي في
شهر نيسان من عام 1973م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق