الأحد، 11 أغسطس 2013

ولادة بنت المستكفي









هي ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي. شاعرة أندلسية من بيت الخلافة الأموية في الأندلس والدها هو المستكفي بالله. بايعه أهل قرطبة على الحكم بعد وفاة المستظهر.
سنأتي لكم بآراء متضاربة قيلت فيها وهذا هو الجدل الذي أثارته بين الناقلين والرواة فقال كل منهم رأي فيها .
قيل عنها : كانت ولادة من الشعراء القلائل الذين نظموا الشعر وأجادوا فيه فقد كانت جزلة الألفاظ. حسنة القول وقد كانت تُعد في منزلها مجلساً للشعراء في ذلك الوقت. تجلس إليهم وتخالطهم وتساجلهم، فقد كان هذا المجلس يغشاه كل أهل الأدب والظرف لما لولادة من حلاوة العشرة ورفعة النفس وكرم العطاء وبالرغم من هذه المخالطة المستمرة , فقد عرف عنها أنها كانت عفيفة وذات شرف. امتاز شعرها بالجرأة والعاطفة.
وقيل عنها : كانت ولادة في المغرب تعد كعلية بالمشرق إلا أن ولادة تزيد بمزية الحسن الفائق، وأما الأدب والشعر والنادر، وخفة الروح فلم تكن تقصر عنها، وكان لها صفة في الغناء. وكان لها مجلس يغشاه أدباء قرطبة وظرفاؤها، فيمر فيه من النادر وإنشاد الشعر كثير لما اقتضاه عصره.
وقيل فيها : كانت ولادة ذات شخصية مبهرة الى حد الافتنان وسريعة البديهة ،حلوة المعشر وخفيفة الظل. فهي التي اقترن سحر شعر النساء بإسمها، ولقد هام بها الكثيرون وكانت جميلة ..فاتنة.. و تدرك مدى جمالها و سحرها.
وقيل فيها : كانت لعوب تجاهر بشهواتها ..مغترة بجمالها لأبعد حد. قيل عنها أنها لم تكن لعوب لكنها كانت جريئة و تبوح بما تشتهي بشكل صارخ. فهي لم تكن من الانحراف بحيث يكون بعض شعرها قرينة على سوء بها، وإنما كانت طبيعة ندوتها ، فمنتداها في قرطبة كان منتدى لأحرار مصر وفناؤها ملعباً لجياد الشعر و النثر. وجمالها و حسبها و ذكاؤها كل ذلك دفعها لمجاراة طبيعة زمانها والاستجابة إلى المناخ العام المحيط بها..
قيل عنها أنها وضعت نفسها في موضع الريبة و من يضع نفسه في موضع الريبة لا بد أن يناله شئ من شبهاتها.. و لقد أوجدت الى القول فيها السبيل بقلة مبالاتها، ومجاهرتها بملذاتها. إلا أنها كانت ولادة شاعرة جريئة بشخصية قوية فرضت نفسها بفضل روعة أسلوبها وشعرها فتأثرت وأثرت في الأدب الأندلسي وكتبت ما بدا لها فكانت معظم أشعارها نسائية لا تعد قصائد بل مقطوعات ونتف لها قوة قصائد وان كان في بعضها كلام يعتبر مخالفا فتعذر علي نقله كانت أميرة بكل ما في الكلمة من معنى وأبياتها خير دليل.


لحاظُكم تجرحُنا في الحشا
وَلَحظنا يجرحكم في الخدود
جرح بجرحٍ فاِجعلوا ذا بذا
فما الّذي أوجبَ جرح الصدود

------------------

أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا
أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة
لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ

-----------------
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله
وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما
لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري

-----------------
ترقّب إذا جنّ الظلام زيارتي
فإنّي رأيت الليل أكتم للسرِّ
وَبي منك ما لو كانَ بالشمسِ لم تلح
وبالبدر لم يطلع وَبالنجم لم يسرِ

-----------------
إنّ اِبن زيدون على فضلهِ
يغتابني ظلماً ولا ذنب لي
يلحظُني شزراً إذا جئته
كأنّني جئت لأخصي علي

-----------------

أنتَ الخصيبُ وهذه مصر
فتدفّقا فكلاكما بحرُ



أخيرا فإن ولادة بنت المستكفي كانت من أروع الشعراء والأدباء في شعرها حيث كانت لها مكانة مميزة في الشعر، وقد تركة وفاة فراغا كبيرا في نفوس محبيها وقد عمرت عمرا طويلا، ولم تتزوج وماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين، وقيل أربع وثمانين وأربعمائة،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق