الأحد، 11 أغسطس 2013

هل هي سنة الحياة








 
ونحن نتقدم في العمر، تطرأ علينا، تغيرات نفسية وفيزيولوجية عميقة حيث يتوقف البعض عن محبة أبنائهم ليتعلقوا لدرجة الوله بأحفادهم .كما يشعر من يتقدمون في السن بالسعادة عند الخروج من البيت ، ولكنهم سرعان ما يحنون الى .البيت ويصبحون اكثر سعادة بالعودة  اليه ومع التقدم في العمر نشعر بأننا أصبحنا ننسى أسماء البعض، وسرعان ما نكتشف ان من حولنا ليسوا أفضل منا ! ويصبح الأمر مضحكا او مربكا عندما نكتشف ان شريك ، أو شريكة ،حياتنا، التي اعتمدنا عليها في تذكر أمور معينة ، هي اسوأ منا . ومن علامات الكبر ان الأمور التي كنا نهتم بأدائها، اصبحنا لا نهتم بأدائها، ويصيبنا القلق لعدم  اهتمامنا بها
ومن العلامات ايضا  ان النوم امام التلفزيون اصبح اكثر راحة  وأفضل  منه  في الفراش، ونعلم اننا كبرنا عندما نكتشف ان الأجهزة الكهربائية التي بين ايدينا تتطلب   اكثر من معرفة OFF,ON
ومن علامات الكبر ايضا ، نبدأ  بالإكثار من  استخدام  كلمات مثل اسف أو اعتذر  وماذا ، ولماذا ، وكيف ، ومتى ، ولا اتذكر، وربما، ولا أسمع! وعندما يصبح  بإمكان البعض شراء ما يريد ،لا نقوم بذلك بحجة انه اسراف لا داعي له ، أو ان من الأمان عدم اقتناء المجوهرات الثمينة.
وعندما يتقاعد الرجل تعتقد الزوجة ان ايام الراحة والاستمتاع بالصحبة قد بدأت، لكن سرعان ما تشعر بأنها على استعداد لأن تقوم بأي  شيء  ليحصل  زوجها على عمل ويبقى خارج البيت !  
كما  نكتشف فجأة ان أكثر ملابسنا من قياسات صغيرة ، ولكن نرفض التخلص منها ، مع علمنا ان لا امكانية ،فيما تبقى لنا من عمر، في ان نرتديها يوما.
ومع الكبر نسمع الجميع ينادينا ب(يا عمي) ويا (حجي) ! وعندما  نكثر من الاهتمام بإطفاء  الأنوار لغرض التوفير وليس الرومانسية، فهذا من علامات الكبر، ومن علاماته أيضا ان شمعات كيكة الميلاد تصبح اقل، فكل شمعة تمثل عقدا من الزمن وليس سنة . 
وفجأة نكتشف ان الكثيرين على استعداد للتخلي عن كراسيهم  لنا  في الحافلات وعند الطبيب ، وما أكثر زياراتنا له ، كما يتزايد عدد من يعرضون مساعدتهم لنا في حمل حقائبنا على درج الطائرة أو وضعها في خزانة الأمتعة العلوية.

إن التقدم في العمر يجعل كل شيء تقريبا يبدو سيئا ، إلا ان هناك دائما اغاني قديمة لا نحب سماع غيرها، وأفلام قديمة لا نتذكر غيرها، وعادات قديمة لا نرغب في نسيانها وأفضل من كل ذلك اصدقاء  قدامى لا نتخلى عنهم بكل ما في العالم من مال ! وعلينا. بالتالي ان نستمتع بكل مرحلة عمر نمر بها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق