السبت، 16 أبريل 2016

يــا من يرى مـا في الضمـــير ويســمع


يــا من يرى مـا في الضمـــير ويســمع


الإمام السهيلي الاندلسي





يــا من يرى مـا في الضمـــير ويســمع
أنت المُعـــدّ لكل مــا يُتــــــــــــــوقّــــــع
يا مـن يُـــرجّى للشّــــدائــد كُلّــــــــــــها
يـــا من إلـــــيه المُشــــتكى والمــفــزعُ
يــا من خــــزائن رزقـــــه في قــول كــن
أُمــنن فــإنّ الخــــير عندك أجمــــــــــــعُ
مالي سِــــوى فقري إليــك وســــــــيلــــةً
فبالافتقــــار إليـــك فقــــري أدفـــــــــــــعُ
مالي سِـــــوى قرعـــي لبــابــك حيــــــلـةَ
فــلإن رُدِدتُ فـــأيَّ بــــابٍ أ قـــــــــــــــرعُ
ومــن الــذي أرجــــو فــأهتـــفُ باســــمِهِ
إن كـــان فضــــلك عـــن فـقــــيرك يُمنـــعُ
حـــاشــــا لِفـضــلك أن تُــقنِّــط عــاصِيـــاً
الفــضلُ أجــــزلُ والمـــــواهِــبُ أوســـــعُ
بالـــذُّلّ قــد وافــيت بــــــابك عــــــالمــــاً
أن التّــــذلُّل عند بـــــابــك ينفــــــــــــــــعُ
وجــعلـــــت معتمـــــدي عليــــك تــــــــوكّلا
وبســــطتُ كفّـــــي ســـــائِلا أتـــــــضـــرّغُ
فاجــــعـــل لنــا من كـــلّ ضـــيقٍ مخـــــرجاً
والطُــــف بنــــا يــامن إليـــــه المـــــــــرجِعُ
ثُــــمّ الصّــــلاةُ عــلى النّـــــبيًّ وآلــــــــــهِ
خــــيرُ الأنـــــــــــــــامِ شــافِعٌ ومُــشـــفّـــعُ

الإمام السهيلي، هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السُّهيليّ الأندلسي المالكي الضرير تُوفي سنة 805 هـ.
حَظيتْ هذه القصيدة باهتمامِ الشعراء ،فقام كثيرٌ منهم بتخميسها وتشطيرها، حتى وصلَ عددُ تخميساتِها إلي أحدَ عشَر تخميسا، ومن أجملِ هذه التخميسات، تخميسُ الشّهاب المنصوريّ، أبي العباس أحمد بن محمد بن علي السلمي ،وُلد بالمنصورة بمصر وتُوفي بالقاهرة سنة 887 هـ.
والتخميسُ هو أنْ يضيفَ شاعرٌ ما ثلاثةَ أشطُرٍ من كلامه إلي بيتٍ لشاعر آخر، فيكون مجموع أشطر البيت خمسة، وهذا هو التخميس.

يا مَنْ يرى ما في الضميرِ ويسمعُ

يامن له تعنو الوجوهُ وتخشعُ
يامن تذِلُّ له الجباهُ وتخضعُ
يامن إليه مصيرُنا والمرجِعُ

أنت المُعدُّ لكلِّ ما يُتَوقّعُ
يامَن يُرجَّى للشدائدِ كلِّها

إني ضعيفٌ لا أنوءُ بحملها
يا ذا الهدايةِ مشِّني في سُبْلِها
يامن يجودُ علي العقودِ بحلِّها

يامن إليه المُشتَكَى والمَفزعُ
يامَن خزائنُ رزقِهِ في قولِ؛ كنْ

يامن بمبرمِ أمرِهِ تجري السُّفُنْ
إنْ لم توفِّقْني وتُكرمْني أُهَنْ
فاحفظْ من الشيطانِ أفعالي وصُنْ

وامنُنْ فإنّ الخيرَ عندكَ أجمعُ
مالي سوى قرعِي لِبابكَ حيلةٌ

فبضاعتي -فيما علمتُ- قليلةٌ
من لي بزادٍ فالطريقُ طويلةٌ ؟
لكنْ ظنوني فيك-ربِّ-جميلةٌ

فلَئِنْ رُدِدْتُ فأيَّ بابٍ أقرَعُ؟
مالي سوى فقري إليكَ وسيلةٌ

يا من عوائدُ عفوِهَ مأمولةٌ
وسوابغُ النَّعْمَاءِ منكَ جليلةٌ
مرآةُ فقري مِن غِناكَ صقيلةٌ

فبِالافتقارِ إليكَ فقريَ أدفعُ
من ذا الذي أدعو وأهتف باسمِهِ؟

والخَلقُ طُرّاً تحت حِكمَةِ حُكمِهِ
يا سيداً أنا طامعٌ في حِلمِهِ
منْ يرحم العبدَ المُقِرَّ بإثمِهِ؟

إنْ كان فضلُكَ عن فقيركَ يُمنعُ؟
حاشا لفضلِكَ أن تُقنِّطَ عاصياً

أو أنْ تُخيّبَ من رجائِكَ راجياً
أنا طامعٌ أنْ تستجيبَ دُعائيا
فلسانُ جودِكَ لا يزالُ مُناديا

الفضلُ أجزلُ والمواهبُ أوسعُ





منقول من كتاب قراءات في الأدب واللغة، تأليف أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة طنطا.