عنترة
بن شداد العبسي
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ
مَهرَبي
|
إِن كانَ رَبّي في السَماءِ
قَضاها
|
|
|
وَكَتيبَةٍ
لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ
|
شَهباءَ
باسِلَةٍ يُخافُ رَداها
|
|
|
خَرساءَ
ظاهِرَةِ الأَداةِ كَأَنَّها
|
نارٌ
يُشَبُّ وُقودُها بِلَظاها
|
|
|
فيها الكُماةُ بَنو الكُماةِ
كَأَنَّهُم
|
وَالخَيلُ تَعثُرُ في الوَغى
بِقَناها
|
|
|
شُهُبٌ بِأَيدي القابِسينَ إِذا
بَدَت
|
بِأَكُفِّهِم
بَهَرَ الظَلامَ سَناها
|
|
|
صُبرٌ أَعَدّوا كُلَّ أَجرَدَ
سابِحٍ
|
وَنَجيبَةٍ
ذَبَلَت وَخَفَّ حَشاها
|
|
|
يَعدونَ
بِالمُستَلئِمينَ عَوابِساً
|
قوداً
تَشَكّى أَينَها وَوَجاها
|
|
|
يَحمِلنَ
فِتياناً مَداعِسَ بِالقَنا
|
وُقُراً إِذا ما الحَربُ خَفَّ
لِواها
|
|
|
مِن كُلِّ أَروَعَ ماجِدٍ ذي
صَولَةٍ
|
مَرِسٍ إِذا لَحِقَت خُصىً بِكُلاها
|
|
|
وَصَحابَةٍ
شُمَّ الأُنوفِ بَعَثتُهُم
|
لَيلاً وَقَد مالَ الكَرى بِطُلاها
|
|
|
وَسَرَيتُ في وَعثِ الظَلامِ
أَقودُهُم
|
حَتّى رَأَيتُ الشَمسَ زالَ
ضُحاها
|
|
|
وَلَقيتُ في قُبُلِ الهَجيرِ
كَتيبَةً
|
فَطَعَنتُ أَوَّلَ فارِسٍ أَولاها
|
|
|
وَضَرَبتُ قَرنَي كَبشِها فَتَجَدَّلا
|
وَحَمَلتُ مُهري وَسطَها فَمَضاها
|
|
|
حَتّى رَأَيتُ الخَيلَ بَعدَ
سَوادِها
|
حُمرَ الجُلودِ خُضِبنَ مِن
جَرحاها
|
|
|
يَعثُرنَ في نَقعِ النَجيعِ
جَوافِلاً
|
وَيَطَأنَ مِن حَميِ الوَغى
صَرعاها
|
|
|
فَرَجَعتُ مَحموداً بِرَأسِ
عَظيمِها
|
وَتَرَكتُها جَزَراً لِمَن ناواها
|
|
|
ما اِستَمتُ أُنثى نَفسَها في
مَوطِنِ
|
حَتّى أُوَفّي مَهرَها مَولاها
|
|
|
وَلَما رَزَأتُ أَخاً حِفاظَ
سِلعَةً
|
إِلّا لَهُ عِندي بِها مِثلاها
|
|
|
أَغشى فَتاةَ الحَيِّ عِندَ
حَليلِها
|
وَإِذا غَزا في الجَيشِ لا أَغشاها
|
|
|
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي
جارَتي
|
حَتّى يُواري جارَتي مَأواها
|
|
|
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ
ماجِدٌ
|
لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ
هَواها
|
|
|
وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ
خَبَّرَت
|
أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ
سِواها
|
|
|
وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ
|
وَأُغيثُها وَأَعِفُّ عَمّا
ساها
|
|
|